فهذه منزلة هارون أخو موسى عليهما السلام وعلى هذا يجب أن تقاس منزلة علي بن أبي طالب أخي رسول الله - كما جاء في الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: " أنت أخي وأنا أخوك فإن ذكرك أحد فقل أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يدعيها بعد إلا كذاب " (1).
فموسى عليه السلام في أول الأيام يتلقى كلمات ربه جل وعلا وخلف أخاه هارون بعده على قومه. ومحمد صلى الله عليه وسلم في البعثة الخاتمة ذهب ليضرب من أجل. كلمة ربه. وخلف أخاه عليا بعده على قومه. وبعد عودة موسى عليه السلام أبلغه هارون بالأحداث فحرق العجل ونسفه في اليم نسفا.
وبعد عودة محمد صلى الله عليه وسلم حرق المسجد الضرار. وبعد موسى جرى حب العجل في الدماء، وبعد محمد صلى الله عليه وسلم جرت الريبة في قلوب الذين اتخذوا المسجد الضرار. ولله في خلقه شؤون.
ومناقب علي بن أبي طالب ومنزلته لم تقف عند تدمير المسجد الضرار.
فالأحاديث الصحيحة تبين أن دائرة النور حول علي بدأت تتسع على شكل لم يسبق له مثيل بعد تبوك. ويبدو والله أعلم أن هناك أحداثا جرت بعد فشل عملية اغتيال الرسول وثقافة المسجد الضرار، فمجموعة التخريب التي تتكون من اثني عشر رجلا والتي حملت على عاتقها عملية قتل الرسول. كان من بينهم رجال من قريش. والأحداث بعد ذلك تقول أن الأمور حول مكة لم تكن تجري على الوضع الطبيعي.
ومن المعروف أن فتح مكة كان في العام الثامن الهجري. وفي هذا العام دخل الإسلام مجموعة تسترت برداء الإسلام وكان لها الأثر البالغ في إيجاد الانحرافات التي حفرت في الجسد الإسلامي حفر نازفة سنتعرض لها في حينه، وبعد فتح مكة وفي العام التاسع كانت فورة النفاق. حيث دبرت حادثة اغتيال