لرجحت كفة أبي بكر) (1). وكذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم المزعوم: (لو كنت متخذا " خليلا " لاتخذت أبا بكر خليلا "، ولكنه أخي وصاحبي، ولقد اتخذ الله عز وجل صاحبكم خليلا ") (2). ويقول القاضي عياض في شرحه لهذا الحديث: (قيل أصل الخلة الافتقار والانقطاع، فخليل الله المنقطع إليه. وأما قول أبي هريرة وغيره من الصحابة: سمعت خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا يخالف هذا، لأن الصحابي يحس في الانقطاع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقيل أن الخلة هي الاصطفاء، وسمى إبراهيم خليلا " لأنه وإلى في الله وعادى فيه) (3).
وأما النووي فقد قال في شرحه لهذا الحديث: (إن حب الله تعالى لم يبق في قلب أبي بكر موضعا " لغيره) (4) بمعنى حتى لو كان هذا الغير هو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم!
وأما عمر بن الخطاب، فقد رفع بواسطة الأحاديث التي وضعت في فضله إلى مرتبة فاق بها سابقه، مما يناقض حديثي الكفة والخليل السابقين، واللذين على فرض صحتهما ينبغي أن يجعلا " من أبي بكر الأعلى مرتبة. وهذه على كل حال جملة من الأحاديث التي خصت عمر بالفضل ونسبت إلى لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
1 - قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لو كان بعدي نبي لكان عمر) (5) وفي رواية أخرى: (لو لم أبعث فيكم لبعث عمر) (6). فالنبوة لا يمكن احتمال وضعها في شخص عمر وهناك أبو بكر الأقوى منه إيمانا " والأكثر فضلا "!