وهب لي حكما وألحقني بالصالحين، واجعل لي لسان صدق والآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم، واغفر لأبي إنه كان من الضالين، ولا تحزني يوم يبعثون، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم (1).
ويقول في سورة مريم.
واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا، إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا، يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك، فاتبعني أهدك صراطا سويا، يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا (2).
ويقول في سورة إبراهيم:
وإذ قال إبراهيم: رب اجعل هذا البلد آمنا، واجنبني وبني أن نعبد الأصنام (3).
وهكذا يصف القرآن الكريم إبراهيم أجمل وصف، ويضعه في مكانة سامية بين الأنبياء، ويعلق الباحثون المسلمون على مواقف إبراهيم تعليقات كلها إجلال وتقدير، فهم يرون (أن العقيدة الحقة تغلغلت في نفسه، واستولت على فكره، واستغرقت كل خطوات قلبه، وملكت عليه مشاعره ووجدانه، فهو يستهين بالنار يلقى فيها، ويتقبل كل عذاب دون أن يتراجع أو يتقهقر، وقد كانت ثورته على الأصنام كلامية وعملية، وكان دفاعه عن عقيدته قويا دون أن يهاب سطوة ملك أو تجمهر جماهير، وهو مع هذا كان رقيق القلب يحاول أن يستغفر لأبيه مع علمه بضلاله (4).