المرأة كنت أعتقد أنه لامكان للحديث عن المرأة في هذا الكتاب، فالمرأة في الإسلام - فيما أرى - ليست مشكلة، لقد رفع الإسلام مكانتها عاليا، وهيأ لها في المجتمع الإسلامي والمجتمع الإنساني منزلة ممتازة، يدركها كل من فهم التفكير الإسلامي وتدثره.
غير أن هناك طوائف تبحث عن سوءات تنسبها للإسلام، وقد وجدت هذه الطوائف في أحوال المرأة في العالم الإسلامي سوأة أخذت تشهر بها وتذيعها على أنها سقطة إسلامية تقلل من مكانة هذا الدين وتضع من شأنه، وسار بعض المسلمين الذين خدعهم بريق الغرب - والضعيف في الغالب يحب تقليد القوى - سيرة الغرب في هذا الموضوع.
ومن أجل هذا سنتكلم عن المرأة في التفكير الإسلامي، شارحين المشكلات التي تتصل بها بما يناسب روح هذا الكتاب واتجاهاته، تاركين التفاصيل الأخرى إلى مراجع متعددة اهتمت بها (1).
ونحب أن نوضح هنا بعض الأفكار العامة بادئ ذي بدء:
أولا - في خلال الاحتلال الأثيم الذي خضع له العالم الإسلامي أو أكثره عدة قرون، أصيب هذا العالم بنكسة عنيفة في أفكاره وتراثه، حتى أصبح