الضفتين، وكلما أطلق الروم أسيرا مسلما أطلق المسلمون أسيرا روميا معادلا له من حيث المكانة والسن وسلامة البدن، وكلما وصل إلى المسلمين أسير من أسراهم صاحوا: الله أكبر، وعند ما يصل إلى الروم أحد أسراهم يصيحون صياحا مماثلا، فإذا بقيت لأحد الجانبين بقية من الأسرى افتديت بالمال (1).
وتوضح لنا المراجع التاريخية كذلك أن المسلمين كانوا يتقربون إلى الله بإطلاق الأسرى تبرعا، وفي الحروب الصليبية نجد صلاح الدين الأيوبي ورجاله يتبارون في هذا المجال (2).
2 - توسيع المخرج:
أما أولئك الذين يصبحون أرقاء بطريق أو بآخر، فإن الإسلام يفتح لهم الأبواب ليعيد الحرية لهم أن ليعيدهم إلى الحرية، إذ أن الإسلام يعتبر الرق عارضا ويعمل على إزالته، وفيما يلي ذكر لهذه الأبواب:
1 - جعل الإسلام العتق مرغوبا فيه ووعد الثواب العظيم من الله لمن يعتق رقبة، قال تعالى: " ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة (3) ".
وقال: " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب (4) ".