أن يبقوا على الرق فترة من الوقت حتى يتهيأ عقد ميثاق دولي عام لتحريرهم وللقضاء على الرق قضاء تاما (1).
وقريب من هذا ما ذكره Stanley Laue Poole (2) وهو يتحدث عن الأرقاء بإسبانيا عقب الفتح الإسلامي للأندلس، قال: أما فرح العبيد بما طرأ على نظام الحكم من التغيير فقد كان عظيما حقا، بعد أن لاقوا من ضروب العسف والقسوة من القوط والرومان ما تقشعر له الأبدان، فإن الرق في رأي المسلمين نظام انساني رقيق، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما لم يجد بدا من الابقاء على هذا النظام العتيق الذي يعارض مبادئ الإسلام بذل كل جهد لتخفيف ويلاته في كثير من الوصايا والأحاديث.
ويقول الأستاذ العقاد (3): إن العتق هو الذي شرعه الإسلام في أمر الرق، وأما نظام الرق بأنواعه فقد وجده الإسلام مشروعا فحرمه، ولم يبح منه إلا ما هو مباح إلى اليوم في نظام الأسرى وتسخيرهم في أعمال من يأسرونهم من المتقاتلين، وسبق الإسلام القوانين الدولية بتقريره إلزام الدولة واجب السعي في إطلاق أسراها وإعتاقهم بالفداء، وشفع ذلك بالوسائل الفردية فيما تنتقل به الذمة إلى الأفراد من مالكي الأرقاء بعد وفاء الدولة بذمتها.
ولا يقال هنا إنه عمل كثير أو قليل، بل يقال إنه العمل الوحيد الذي كان ممكنا في محاربة نظام الرق، ولم تستطع أمم الإنسانية ما هو خير منه في علاج هذه المسألة إلى الآن.
الرق الصناعي أو رق لا يقره الإسلام:
هناك نوع يسمى الرق وليس في الحقيقة رقا، وقد انتشر هذا النوع في العالم الإسلامي في فترة من الفترات، وحسبه الناس رقا إسلاميا والإسلام