ولما بدأ تاريخ أوربا العام يظهر في العصور الوسطى، ظهر معه نظام الأمراء والاقطاع، أي نظام السادة من جانب والأرض ورقيق الأرض من جانب آخر، فقد كان المزارعون عبيدا للملاك يباعون مع الأرض إذا بيعت الأرض، وليس لواحد منهم الحق في الخروج من أرض إلى أرض أخرى، لأنه كان كالآلة تابعا للأرض مملوكا لصاحبها، ولم يلغ الرق في أوربا إلا في القرن التاسع عشر، وكان في الحقيقة إلغاء لاسترقاق الأوربيين فقط، وتحويلا لنشاط التسلط تجاه آسيا وإفريقية، وقد كان الاسترقاق في آسيا منتشرا باسم الاستعمار، أما في إفريقية فكان استرقاقا سافرا وكانت أسواق النخاسين التي فتحها الأوربيون تتمتع برواج عظيم وتفيض بربح وافر على تجارها، وفي القرن السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر تحالف تجار الرقيق البيض مع بعض زعماء القبائل الإفريقين وأخذوا يهجمون على مساكن الإفريقيين ويخطفون أطفالهم ويعرضونهم للبيع في أسواق العبيد.
الرق عند العرب:
انتشر الرق عند العرب قبل الإسلام انتشارا كبيرا، وكانت وسيلته الحروب التي لا تنقطع في الجزيرة العربية، وكان الغالب يأسر من المغلوبين من يستطيع ليصبحوا عبيدا، ومن وسائل الرق عند العرب القوة فإذا قابلت قبيلة قوية قبيلة ضعيفة استسلمت القبيلة الضعيفة للقوية وخضعت لها وأصبح أفرادها عبيدا. ومن وسائل الرق عند العرب الهجوم السريع، فالشخص الذي يمشي وحده، أو الجماعة من الناس التي تمشي دون أن تستطيع حماية نفسها كانت عرضة للخطف نتيجة هجوم سريع، فيصبحون بذلك عبيدا.