قال: فلما بكى أمسكت أنا، فقال: مر، فمررت، قال: ثم قال:
زدني زدني، قال: فأنشدته:
يا مريم قومي فاندبي مولاك * وعلى الحسين فأسعدي ببكاك قال: فبكى وتهايج النساء...
وقد ورد في أحاديثهم عليهم من الحث الأكيد على إقامة مجالس العزاء على الإمام الحسين المظلوم الشهيد والبكاء عليه أبانوا فيها ما في ذلك من فضل جزيل وثواب مذخور عند الله تعالى.
ففي إقامة مجالس العزاء من المواساة لجد الحسين صلى الله عليه وآله الرسول وأمه الزهراء فاطمة البتول، وأبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأخيه الحسن السبط عليهم السلام، لكن النواصب ومنهم هذا العدو الحاقد أدعياء الإسلام والسنة لما رأوا ما في هذه المآتم من خدمة للإسلام إذ فيها تنشر محاسنه وأحكامه ويتعرف بها المسلم على سيرة قادة الإسلام وأئمة المسلمين فيواليهم ويأخذ بتعاليمهم كما يتعرف فيها على أعداء الإسلام والمسلمين فيتبرء منهم ومن أعمالهم، وهذا ما لا يروق لسلالة عبدة الأوثان، وعبدة النيران لذلك، أخذوا يطعنون بالشيعة في إقامتهم لهذه المآتم التي عرفت ما يترتب عليها من آثار مباركة، فنسبوا الشيعة في ذلك إلى الابتداع في الدين وإلى إيجاد التفرقة بين المسلمين، نعم كتبوا وخطبوا ونظموا في ذلك ما شاؤوا كي يتقاعد الشيعة عنها فتتحقق لهم أهدافهم وأهداف أسيادهم المستعمرين في تضعيف الإسلام وشل عضده وساعده الذي حارب بكل قواه الكفر بكل معناه من مجوسية ووثنية وغيرها (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله