وهكذا حال رجال السياسة الغاشمة قديما وحديثا فقد أشربوا في قلوبهم حب الزعامة الدنيوية لذلك ضلت عقولهم عن رشدها وهداها، فهم في سكراتهم خائضون وعن الصراط المستقيم حائدون. (سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) (1) (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر لهم الله إن الله لا يهدي القوم الفاسقين) (2).
والإمام الصادق (ع) أعلم بالله وبدينه وبكتابه وبسنة جده صلى الله عليه وآله منك ومن كافة أئمة دينك المزيفين وممن على وجه الأرض أجمعين في عصره، ولو علم أن نصحه وهديه يؤثر في هذا الطاغية المجرم ويردعه عن بعض ظلمه وغيه لما تقاعس عن ذلك ولا تهاون، لأنه ابن من بعث رحمة للعالمين، ولهداية الناس أجمعين.
ومن هوان الدنيا على الله أننا نرى من يعترض على حجة الله في أرضه ويستشهد بآية من كتاب الله لم يؤمن هو به بل ولا واحد من قادة دينه وأئمة مذاهبه ولو كان مؤمنا به لما ارتكب جريمة الكذب مرارا حتى طبعت نفسه الخبيثة عليه، فإن القرآن الكريم لعن الكاذبين فقال:
(فنجعل لعنة الله على الكاذبين) (3).
ونحن نراه يتحرى الكذب ويتعمده.
فعدم انقيادك يا جبهان لكتاب الله الزاجر لك عن الكذب والمسجل عليك اللعنة عليه دليل ناصع على عدم إيمانك بالقرآن وآياته، ولذلك حكمنا عليك بالكفر والنفاق في ادعائك الإسلام.