مع أمه وغاب هنالك، وهو يخرج آخر الزمان فيملأ الأرض عدلا، يشيرون بذلك إلى الحديث الواقع في كتاب الترمذي في المهدي وهم الآن ينتظرونه، ويسمونه المنتظر لذلك، ويقفون في كل ليلة بعد صلاة المغرب بباب هذا السرداب وقد قدموا مركبا فيهتفون باسمه، ويدعونه للخروج حتى تشتبك النجوم، ثم ينفضون ويرجئون الأمر إلى الليلة الآتية، وهم على ذلك لهذا العهد (1).
ما أجهل هذا الرجل بينا نراه يصرح في مقدمته بأن الإمامية ينقلون نصوصا عن النبي صلى الله عليه وآله في إمامة علي، ثم يقسمها هو إلى جلي وخفي، ويعد من الجلي قول الرسول صلى الله عليه وآله (من كنت مولاه فعلي مولاه) ومن الخفي بعث النبي صلى الله عليه وآله أبا بكر ببراءة، ثم عزله، وإرسال علي مكانه وينقل عنهم أنهم يشترطون أن يكون الإمام معصوما عندهم من الكبائر والصغائر نراه يصفهم بالغلو، وليت شعري كيف يجتمع وصف الغلو، وهو مجاوزة البشر حد العبودية إلى مقام الربوبية في إنسان فيهم وهو نفسه يعترف لهم باشتراطهم العصمة في الإمام والنص عليه من قبل الرسول صلى الله عليه وآله، لكن من أعمى الله قلبه وامتلأ من بغض خصمه لا يشعر بما يقول، نراه يجمع بين المتناقضات، ويأتي بالترهات والطامات، وبذلك افتضاحه والحمد لله.
الشيعة تبرء إلى الله سبحانه ممن يغلو في واحد من أئمتها الاثني عشر سلام الله عليهم فيرفعه من مقام العبودية إلى درجة الربوبية وتعتقد أن أئمتها الاثني عشر عليهم السلام عباد مكرمون، لا يسبقونه بالقول وهم