بهذين الوصفين المنطبقين عليهما.
ولكن لم نعرف وجها صحيحا لتفسير الخمر والميسر بأبي بكر وعمر ولعل ابن قتيبة المفتري هو وحده يعرف وجه ذلك، لأن الخمر سائل يسكر من يشربه ولا يسكر من يجاوره والميسر آله يلعب بها ويقامر عليها أما أبو بكر وعمر فقد كانا شيخين كبيرين لا يليق اللعب بهما أو معهما ولا هما سائل يصح شربهما - كي يسكر شاربهما وأخيرا لم نعرف الوجه المعقول في تفسيره للخمر والميسر بهما ولا علاقة الشبه بين الخمر والميسر وبينهما، وابن قتيبة المفسر وحده يدري، أفلا استحى هذا الرجل من التفوه بهذه الترهات والإتيان بهذه الخرافات التي يضحك منها حتى الأطفال.
وكيف سمحت للرافعي عقليته السخيفة في نقل هذه السفاسف و الترهات عن هذا الكاذب في كتابه الذي سماه (إعجاز القرآن) وهو مؤمن بصحتها، سبحان الله ما لهؤلاء القوم لا يشعرون ختم الله على قلوبهم وطبع على بصائرهم فلا يهتدون للحق سبيلا.
فلنعمد إلى أشهر تفاسير الشيعة لننظر هل فيه أثر لمفتريات ابن قتيبة هذه على الشيعة، قال العلامة المفسر الجليل أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي رحمه الله في تفسيره الكبير (مجمع البيان لعلوم القرآن) في تفسير قوله تعالى (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة): البقرة اسم للمؤنث من هذا الجنس، واسم الذكر منه ثور، وهذا يخالف صيغة المذكر منه صيغة الأنثى، كالجمل والناقة، والرجل والمرأة، والجدي والعناق، وأصل البقر الشق يقال بقرت بطنه، أي شققته، وسمي البقر بقرا لأنه من شأنه شق الأرض بالكراب.