وكذب الغريب أيضا في قوله: ومنذ ذلك العهد أصبحت مدينة مشهد مدينة مقدسة عند الإيرانيين. إن مدينة مشهد مقدسة عند الشيعة كافة الإيرانيين منهم وغير الإيرانيين منذ دفن فيها بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام الثامن من أئمة أهل البيت (ع) وإنما اكتسبت القداسة منذ ضمت جسد الإمام الطاهر (ع).
وقد ورد في أحاديث العترة النبوية الطاهرة من الحث والترغيب في زيارة ضريح الإمام (ع) في مشهد وأن لزائريه (ع) من الفضل الجزيل والكرامة على الله تعالى، كل ذلك بشرط أن يؤدي المسلم فريضة الحج إن كان قد وجب عليه وبدون ذلك ليس له من الأجر والثواب لو زاره ألف مرة، قدر ذرة.
روى محمد بن عمارة عن أبيه عن الصادق (ع) عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ستدفن بضعة مني بأرض خراسان لا يزورها مؤمن ومؤمنة إلا أوجب الله تعالى له الجنة، وحرم جسده على النار (1) وروى علي بن الحسين بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع) أنه قال له رجل من أهل خراسان: يا ابن رسول الله: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام كأنه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي، واستحفظتم وديعتي، وغيب في ثراكم نجمي؟
فقال له الرضا (ع): أنا المدفون في أرضكم، وأنا بضعة من نبيكم، وأنا الوديعة والنجم، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تعالى من حقي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومن كنا شفعاؤه يوم