يتفوه أحد أعوانهم به فلماذا لم يذكر هذا الكاذب دليلا على فريته إن كان صادقا وهو الحريص على ذكر المصادر في كل ما يكتب؟
الشيعة يعتقدون أن الحج إلى بيت الله الحرام واجب على كل مسلم استطاع إليه سبيلا في العمر مرة واحدة وإن تارك الحج إليه وهو مستطيع كافر قال الله تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) وتاركه عندهم يخير عند موته بين أن يموت يهوديا أو يموت نصرانيا، وأن زيارة ضريح الإمام الرضا عليه السلام في مشهد مستحبة عندهم والمستحب عندهم لا يقوم مقام الواجب وإن بلغ من الفضل ما بلغ. ولو فرضنا جدلا أن الشاه عباس الصفوي رحمه الله أراد تحويل الناس من الحج إلى بيت الله الحرام قبلة الأنام إلى مشهد محل قبر الإمام (ع) ومدفنه فمن يا ترى يقلده من الشيعة في ذلك وهو يعلم أن الشيعة لا يقلدون السلاطين ورجال الدول لأنهم ليسوا أهلا للتقليد، وإنما يقلدون من علمائهم من اتصف منهم بالصفات التي تؤهله له أشار الإمام عليه السلام إليها بقوله فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه، مخالفا على هواه، مطيعا لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه (1) فهو لم يرد بزيارته ضريح الإمام (ع) من أصفهان سيرا على الأقدام تحويل الشيعة عن الحج كما افتراه عليه الغريب الكذاب، وإنما زار رحمه الله ضريح الإمام (ع) في مشهد على تلك الحال وقضى في طريقه إلى مشهد أياما وليالي رغبة منه فبما أعد الله تعالى لزائريه عليه السلام من أجر وثواب جزيل يوم القيامة فتقر عينه بذلك يوم الحساب والعرض على الله.