الكوني لبعض عباده: قال تعالى لعيسى عليه السلام:
* (إذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيرا باذني) * (1).
فهذا نص صريح في خلق النبي عيسى (عليه السلام) للطيور، وهو ايجاد بعد عدم، وتصرف في الكون غير متعارف.
نعم هو مبني على أن هذه الآية ليست معجزة النبي عيسى لقومه، وعلى ما يأتي من روايات ان آل محمد أعطوا من القدرة ما أعطي عيسى من احياء الموتى وابراء المرضى، فلقرينة التساوي تكون الآية من باب قدرة عيسى لا من باب معجزته.
نعم المعروف انها معجزة عيسى (عليه السلام).
أما قوله تعالى: * (إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء... قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا، وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين قال الله اني منزلها عليكم) * (2).
فالصحيح ان هذه الآية ليست من معاجز عيسى لاثبات نبوته، لان الذين طلبوا ذلك هم الحواريون الذين آمنوا بعيسى (عليه السلام) وبنبوته، بل كانوا من الخواص عنده، انما سألوه لكي * (نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم ان قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين) * (3).
نعم، قد يقال إنها ليست تصرف تكويني، بل من باب الدعاء، فاستجاب الله دعاء عيسى (عليه السلام)، ودعاء الأنبياء مستجاب. وسوف يأتي فرق الولاية عن الدعاء . ولكن بقرينة قوله تعالى * (ونعلم ان قد صدقتنا) * المشعر أن عيسى ذكر لهم مقدرته التكوينية وتصرفه في الكون، فسألوه لكي تطمئن قلوبهم، فتكون من باب الولاية، وهو غالب ظاهر الآية.