الولاية التكوينية لآل محمد (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١١٢
أولية مطلقة وأولية ما سواه من الماء والعقل والقلم فنسبية (1).
- وقال القسطلاني: وروى الأسدي بأسانيد متعددة: " ان الله تعالى لم يخلق شيئا مما خلق قبل الماء " فيجمع بينه وبين ما قبله بأن أولية القلم بالنسبة إلى ما عدا النور النبوي المحمدي (2).
- وقال الميرداماد المعلم الثالث بعد كلام عن العقل ومرتبته: فلذلك كان العقل الأول نور خاتم النبوة (3).
العقل نور وأنت معناه * والكون سر وأنت مبدأه والخلق في جمعهم إذا جمعوا * الكل عبد وأنت مولاه (4) هو أول الأنوار بل هو صفوة ال‍ * - جبار والنشر والأريج الفائح هو سيد الكونين بل هو أشرف ال‍ * - ثقلين حقا والنذير الناصح لولاك ما خلق الزمان ولا بدت * للعالمين مساجد ومصابح (5).
- وقال الحكيم السبزواري شارحا وجامعا: كلام في الصادر الأول: اعلم أن الواجب تعالى أحدي الذات واحدي الصفة، وبالجملة واحد من جميع الجهات، وكل من كان كذلك كان أحدي الفعل، فذلك الواحد الذي هو أول صادر عن المبدأ لا يجوز ان يكون عرضا، لاحتياجه إلى الموضوع، ولا هيولى لاحتياجها إلى الصورة في الوجود، ولا صورة لافتقارها إلى المادة في التشخص ولا جسما لتركبه.
وقد قلنا إن الصادر الأول يجب ان يكون واحدا بسيطا (6).
ولا نفسا لاحتياجها إلى البدن في الفعل، فبقي ان يكون أول ما خلق الله

١ - المواهب اللدنية: ١ / ٢٧ المقصد الأول تشريف الله له - الهامش، ونظم المتناثر: ١٨٥ ح ١٩٤، واتحاف ذوي الفضائل: ١٥٨ ح ١٨٠.
٢ - المواهب اللدنية: ١ / ٣٨.
٣ - نبراس الضياء وتسواء السواء: ١٠٢.
٤ - مشارق أنوار اليقين: ٢٠٠ و ٢٤٥.
٥ - مشارق أنوار اليقين: ٢٢٧.
6 - في حديث الإمام الرضا: فالخلق الأول من الله الابداع لا وزن له ولا حركة ولا سمع ولا لون ولا حسن " التوحيد للصدوق: 436 باب ذكر مجلس الرضا.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست