وقال الشيخ في رسالة التقية ص 324: ثم لا بأس بذكر بعض الأخبار الواردة مما اشتمل على بعض الفوائد:
(منها) ما عن الاحتجاج بسنده إلى أمير المؤمنين عليه السلام في بعض احتجاجه على بعض، وفيه: وآمرك أن تستعمل التقية في دينك، فإن الله عز وجل يقول (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين و من يفعل ذلل فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة)، وقد أذنت لك في تفضيل أعدائنا إن ألجأك الخوف إليه، وفي إظهار البراءة إن ملك (1) الرجل عليه، وفي ترك الصلوات المكتوبات إن خشيت على حشاشتك الآفات والعاهات، وتفضيلك أعدائنا عند خوفك لا ينفعهم ولا يضرنا، وإن إظهار براءتك عند تقيتك لا يقدح فينا (ولا تبرأ منا ساعة بلسانك وأنت موال لنا بجنانك لتبقي على نفسك روحها التي بها قوامها ومالها الذي به قيامه وجاهها الذي به تمكنها وتصون بذلك من عرف من أوليائنا وإخواننا، فإن ذلك أفضل من أن تتعرض للهلاك وتنقطع به عن عمل في الدين و صلاح إخوانك المؤمنين. وإياك ثم إياك أن تترك التقية التي أمرتك بها فإنك شاحط بدمك ودماء إخوانك، متعرض لنفسك ولنفسهم للزوال، مذل لهم في أيدي أعداء الدين وقد أمرك الله بإغرازهم، فإنك إن خالفت وصيتي كان ضررك على إخوانك ونفسك أشد من ضرر الناصب لنا الكافر بنا.
أقول: في هذا الخبر فوائد كثيرة:
الأولى: إنه يعمم المخالف والمعاند ولو كان شيعيا، مثل أبناء الدهر الذين