لأن التقية كالغريزة للبشر وحكمها يجري في حق المؤمن ولا يجري في حق غيره لقوله عليه السلام (التقية جنة المؤمن وترسه وحرزه) كما سبق. وهذا كطيب الولادة بحبهم عليهم السلام وعرض حبهم على الأولاد فمن قبل فهو كاشف عن طيب ولادته ومن رد وابغض فهو كاشف عن منبت السوء والرذالة والدناءة، وهو حظ المؤمن ولاحظ لغيره لأنه لا يعتقد ولا يعترف بإمامتهم عليهم السلام، فكيف يجري حكم التقية الذي صدر من الإمام في قوله (التقية ديني ودين آبائي) و (من لا تقية له لا دين له) إلى غير ذلك من أحاديث التقية.
9 - هل التقية في الدين تعم جميع المعاندين والكفار وظلمة الشيعة أو تختص بمذهب المخالفين والخوف منهم؟ ظاهر قوله عليه السلام (التقية جنة المؤمن وترسه وحرزه) وموثقة مسعدة بن صدقة التي نقلها الشيخ في رسالة التقية ص 323 وغيرها التعميم. قال الشيخ (رض) ضمن كلامه في رسالة التقية ص 320: لأن المتبادر من التقية التقية من مذهب المخالفين فلا يجري في التقية عن الكفار أو ظلمة الشيعة، لكن في موثقة مسعدة بن صدقة الآتية ما يظهر منه عموم الحكم لغير المخالفين مع كفاية عمومات التقية في ذلك بعد ملاحظة عدم اختصاص التقية في لسان الأئمة عليهم السلام لما يظهر بالتتبع في أخبار التقية التي جمعها في الوسائل وخصوص ما رواه في الوافي ص 123 عن الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كل ما يقارب هذا الأمر كان أشد للتقية - أي قيام القائم عليه السلام. وكذا لا إشكال في التقية عن غير مذهب المخالفين، مثل