إلى الصادق، ونحن نروي ما أضمره على إضماره، وحذفنا الأسانيد لقلة جدوى المعرفة بها في هذا العصر البعيد العهد عنها مع اختلاف فيها و الاشتباه. على إنا إنما نصحح الأخبار بنحو آخر غير الأسانيد إلا قليلا ونستعين في ذلك كله بالله وحده ولا نتخذ إلى غيره سبيلا، فيا إخواني خذوا ما آتيناكم بقوة - الخ.
أقول: في قوله مواقع للنظر هذا بعضها:
قوله: لقلة الجدوى.
وفيه: أن الخبر لا يكون محل اعتماد إلا مع رعاية جهة السند وجهة الدلالة وجهة المعارضة مع خبر آخر وجهة صدوره تقية وغيرها من الأمور المذكورة في الكتب المفصلة والشرائط المقررة للعمل بالخبر، ولا يكون الخبر صحيحا إلا مع رعاية ما ذكر، وكذا الموثق. ولا طريق للمفتي وناقد الخبر المسند إلى الصادق عليه السلام مثلا إلا مع رعاية جميع ما ذكرناه.
وجهة صحة السند أشكل من جهة الدلالة، وكل ذلك مشكل صعب، ولذا قال: حديثنا صعب مستصعب، ما أكثر الرواة وأقل الرعاة كونوا رعاة ولا تكونوا رواة. والاجتهاد والمجتهد يراد به معناه الحقيقي لا الاستعارة والمجاز، وعلومنا تحصل بالجد والاكتساب من الأساتيذ مع آداب أخر مذكورة في آداب المتعلمين من الأدلة التفصيلية وطرق خاصة مثل الكتاب والسنة.
والعلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء، مورد قلب خاشع خاضع