والمخصص في الاصطلاح والناسخ يرد على المنسوخ فيقطع زمان عمله و يحكم بوجوب العمل بالناسخ كما في البداء بالمعنى الصحيح، والمحكم هو المعلوم ولا يحتاج إلى التأويل، والمتشابه مقابله يحتاج إلى تأويل من أهله، وكذلك المقدم والمؤخر وغير ذلك مما هو من هذا القبيل.
وكل ذلك مما لا إشكال فيه في صورة العلم بكل واحد مما سبق، وإنما الإشكال كله في صورة العلم بوقوع ذلك كله جملة في القرآن وعدم تمييز موارده من القيد والخاص والناسخ والمحكم والمتشابه والتقديم والتأخير وغير ذلك. فعلى هذا لا يمكننا التمسك به لعدم العلم بالمقيد والمخصص والناسخ والمقدم والمؤخر وغير ذلك.
وقوله (مع أن الأوصياء يتداركون ما فاتنا منه) من هذا القبيل اعتراف بالتحريف والتصحيح منهم عليهم السلام، فالأليق أن يقال من أول الأمر: صحح أولو الأمر والأوصياء القرآن الموجود الذي بين الدفتين وأمرونا بالتمسك به وقراءته آناء الليل وأطراف النهار وثواب قراءته من المصحف واستحباب ختمه في ثلاثة أيام في مكة وفي شهر رمضان وغير ذلك من الموارد التي أمرنا بقراءة القرآن والتفكير فيه ودرسه وتعليمه وتعلمه وحفظ محكمه ومتشابهه وظواهره وبواطنه وأوامره ونواهيه وحدوده وعده ووعيده وثواب قراءة الآيات والسور في أطراف السحر في الحضر والاستعاذة عند قراءة آية السقر مع الحزن والبكاء والتباكي وغير ذلك من الآداب المذكورة في الكتب المفصلة الأخلاقية والفقهية.