لا يدفعها أحد أنه قال (إني مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) وهذا يدل على أنه موجود في كل عصر لأنه لا يجوز أن يأمرنا بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به، كما أن أهل البيت عليهم السلام ومن يجب اتباع قوله حاصل في كل وقت، وإذا كان الموجود بيننا مجمعا على صحته فينبغي أن يتشاغل بتفسيره وبيان معانيه وترك ما سواه.
ثم قال الفيض: أقول يكفي في وجوده في كل عصر وجوده جميعا كما أنزله الله محفوظا عند أهله ما احتجنا إليه منه عندنا وإن لم نقدر على الباقي كما أن الإمام عليه السلام كذلك، فإن الثقلين سيان في ذلك ولعل هذا هو المراد من كلام الشيخ.
أقول: وفيه:
أولا - إن وجوده عند أهله جميعا كما أنزله الله لا يمكننا التمسك به ولا أمرنا بالتمسك بالقرآن الذي عند أمير المؤمنين عليه السلام وعند الحجة، وهو خارج عن محل كلام شيخ الطائفة (قده). ووجود ما احتجنا إليه منه عندنا وإن لم نقدر على الباقي قرآن أم لا، فلو كان قرآنا فتمسك به ونعمل به ونرفع الاحتياج بغيره وهو محل كلام الشيخ ومراده، ولو لم يكن الموجود عندنا القرآن وكان محرفا فكيف يمكن التمسك به فلا يكون محل اعتماد، والباقي لو كان ليس موردا للتكليف، وعدم إمكان الأمر بالتمسك به، وهو أيضا خارج من محل كلام الشيخ ومراده.
وثانيا - إن الثقلين سيان في صورة إمكان التمسك بهما، وفي صورة