وأهلكت وإن كنت أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت، ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكرى حلال ويروم هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله عز وجل (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) ولم يعن البيت فيقول إليه، فنحن والله دعوة إبراهيم صلى الله عليه التي من هوانا قلبه قبلت حجته وإلا فلا، يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة. قال قتادة: والله لا فسرتها إلا هكذا. قال أبو جعفر عليه السلام: ويحك يا قتادة إنما يقرف القرآن من خوطب به.
وعن الكافي عن علي بن إبراهيم.. عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن محمد بن المنكدر كان يقول: ما كنت أرى أن علي بن الحسين (ع) يدع خلفا أفضل منه حتى رأيت ابنه محمد بن علي فأردت أن أعظه فوعظني - إلى أن قال - فقلت: أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا أرأيت لو جاء أجلك وأنت على هذه الحال ما كنت تصنع؟ فقال: لو جاءني الموت وأنا على هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعة الله عز وجل اكف بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس وإنما كنت أخاف أن لو جاء في الموت وأنا على معصية من معاصي. فقلت:
صدقت يرحمك الله أردت أن أعظك فوعظتني.
وفي حديث عن أبان بن تغلب: يا أبا جعفر (ع) هل تعلم أي يوم مات ثلث الناس؟ فقال: يا أبا عبد الرحمن لم يمت ثلث الناس قط بل إنما أردت ربع الناس، قال: وكيف ذلك؟ قال: كان آدم وحواء وقابيل