وفي الإستيعاب توفيت وهي بنت أربع وستون سنة وستة أشهر ودفنت بالحجون ونزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حفرتها ولم تكن يومئذ سنت صلاة الجنازة وتوفيت هي وأبو طالب في عام واحد توفي أبي طالب ثم توفيت خديجة بعده بثلاثة أيام. وقال ابن الأثير في الكامل توفي أبو طالب في شوال أو ذي القعدة وكانت خديجة ماتت قبله بخمسة وثلاثين يوما وقيل كان بينهما خمسة وخمسون يوما وقيل ثلاثة أيام فعظمت المصيبة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بهلاكهما (1).
وعن المحدث القمي: قيل إن وفاة أبي طالب كانت في السادس والعشرين من شهر رجب في آخر السنة العاشرة من مبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم توفيت بعده خديجة بثلاث أيام وهي بنت خمس وستين ودفنت بالحجون... (2) وعن المحدث الجليل الشيخ القمي أيضا: وفي عام (6213) توفي أبو طالب وخديجة وأما خديجة رضي الله عنها فإنها توفت بعد ثلاثة أيام من وفاة أبي طالب وقبل خمسة وثلاثين يوما ودفنها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده في حجون مكة واغتم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد وفاتها كثيرا حتى قل خروجه من الدار وسمي ذلك العام بعام الحزن. قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في رثائها:
أعيني جودا بارك الله فيكما * على هالكين ما ترى لهما مثلا على سيد البطحاء وابن رئيسها * وسيدة النسوان أول من صلى