من يساوي عائشة بخديجة (1).
وذكر السيد العالم العابد الزاهد ابن طاووس أعلى الله مقامه الشريف (قال عبد المحمود).
ومن طريف تعصبهم لعائشة بالكذب تعظيمهم لها بلسان الحال والمقال على خديجة زوجة نبيهم وسائر أزواجه.
ومن المعلوم بين المسلمين أن خديجة أول من آمن بنبيهم من النساء وأول من صلى منهن معه وأنها عاونته بمالها ونصرته حين خذله أكثر الناس وآنسته حين أوحشوه وصدقته حين كذبوه وجعل الله ذريته منها وشهد لهما في حياتها وبعد وفاتها بالجنة وكان يكثر من مدحها ويثني عليها حتى حسدتها عائشة وعاتبته على ذلك فاعتذر إليها بإحسان خديجة إليه وحسن صحبتها له وجميع ذلك قد رووه في صحاحهم.
فمن ذلك ما رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث الثمانين في المتفق عليه من مسند عائشة قالت ما غرت على أحد من نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما غرت على خديجة وما رأيتها قط ولكن كان يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له.
كأنه لم تكن في الدنيا امرأة إلا خديجة فيقول (صلى الله عليه وآله وسلم) إنها كانت وكانت لي منها ولد.