وذكر الخوارزمي عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يا خديجة أنت خير أمهات المؤمنين وأفضلهن وسيدة نساء العالمين (1).
وأحب أن أذكر ما ذكره العسقلاني في شرحه مستقلا وليس متفرقا:
وقد تقدم في أبواب بدء الوحي بيان تصديقها للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في أول وهلة ومن ثباتها في الأمر ما يدل على قوة يقينها ووفور عقلها وصحة عزمها لا جرم كانت أفضل نسائه على الراجح.
ثم قال العسقلاني والذي يظهر لي أن قوله خير نسائها خبر مقدم والضمير لمريم فكأنه قال مريم خير نسائها أي نساء زمانها وكذا في خديجة وقد جزم كثير من الشراح أن المراد نساء زمانها لما تقدم في أحاديث الأنبياء قصة موسى وذكر آسية من حديث أبي موسى رفعه.
كمل في الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم وآسية فقد أثبت في هذا الحديث الكمال لآسية كما أثبته لمريم فامتنع حمل الخيرية في حديث الباب على الاطلاق.
وجاء ما يفسر المراد صريحا فروى البزار والطبراني من حديث عمار ابن ياسر رفعه لقد فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين وهو حديث حسن الإسناد.
واستدل بهذا الحديث على أن خديجة أفضل من عائشة.