المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) أكثر أنه يرى وداعها قد حان وأنها الآن أوشكت على الفراق في هذه اللحظات قال لها المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) " بالكره ما أرى منك يا خديجة وقد يجعل الله لي في الكره خيرا ".
ثم أسلمت الروح لبارئها وهي بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو حزين يحاول مغالبة عبراته أمام بناته الثلاث بينما كان وجهه يقول لقد ماتت خديجة.
سرى الخبر في أرجاء مكة يحمل نبأ وفاة أعظم امرأة عرفها الناس في تلك الأرض الطاهرة ووقع الخبر على أهل مكة كالصاعقة لقد ماتت خديجة بنت خويلد الطاهرة سيدة نساء قريش.
تقبل الناس هذا الخبر بالحزن الأليم والذكرى الحسنة لسيدة طاهرة فاضلة فهي نمط لا يتكرر.
لم يكن في مكة رغم عداء معظم أهلها لزوجها من يقول إنها أساءت له وإنما كان إحساسها يصل إلى الجميع وأخلاقها وسع الجميع لها طبع سليم وعقل راجح ونفس عطوف وقلب كبير إنها شخصية فريدة قلما يتكرر مثلها أبدا.
شاهدت فاطمة وهي تبكي ذلك الموقف المهيب الذي تجمع له كل المسلمين الذين أسلموا في مكة والتفوا حول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقلوبهم تتفطر على ما أصاب نبيهم فهم يعرفون مكانتها عنده وحبه لها وتقديره العظيم لما قامت به حتى إذا شيعت إلى قبرها شاركه المسلمون في ذلك وهم في غاية الحزن والأسى.