الزواج المبارك وثمرته عم السرور أنحاء مكة حين ذاع خبر خطبة الأمين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لخديجة بنت خويلد، وأصبحت أخبار هذا الزواج المرتقب تستأثر بمجتمعات مكة وأنديتها، وغبطت النساء الثيبات والأبكار خديجة بهذا الزوج الكريم الذي كانت تطلع إليه العيون وتحفوا إليه القلوب من بنات قريش.
فما كان في شباب مكة أنضر شبابا ولا أطهر قلبا ولا أحزم رأيا ولا أصوب قولا ولا أعلى مكانة ولا أكبر شرفا من الأمين الذي استحوذ على القلوب بجميل صفاته وعظيم أخلاقه ورفعة نسبه وكمال صدقه وأمانته.
وحدد يوم الزفاف فأقيمت الأفراح ونحرت الإبل ونصبت الجفان وحضرت السادة والكبراء والشباب، وعمت المباهج والمسرات بيوت مكة التي كانت تعد محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) أكرم أبنائها وأفضل شبابها وأبنائها، وتسابق القوم في نحر الإبل وذبح الذبائح وتهيئة الطعام ومدت الأسمطة ونثرت