ولم يطل المقام بزينب في البيت وحدها فقد حملت أمها مرة أخرى وما هي إلا شهور وقد استقبل البيت مولودة جديدة هي رقية، واستقبلها الأبوان بنفس راضية مطمئنة، فهما على صلة وثيقة بالوهاب المنان خالق الخلق، وقد عدوا ذلك هبة طيبة من الله تعالى وخيرا وبركة.
ثم جاءت الثالثة من بعدهما أم كلثوم، وكان الظن أن يضيق الأبوان بمولد أنثى ثالثة في بيئة مفتونة بالبنين ولكنهما يدركان أن الأمر في هذا لله وحده وما كانا ليجحدا نعمته عليهما، ومن ثم أقبلا على طفلتهما الثالثة شاكرين لله ما أعطى، طامعين مع هذا في مزيد من كرمه.
ومرت الأيام والزوجان الكريمان والبنات الثلاث يرفلن في حلل السعادة والنعيم، وكانت الفتيات الصغيرات ينحلن من ناحل الحب ويشربن من ينبوع السعادة المنير الفياض (1).