وآياته وثوابه وعقابه وجنته وناره وقيمة العمل الصالح والإنفاق على الفقراء والمساكين ومساعدة المحتاجين.
وكان ورقة بصفاء نفسه ورقتها يشعر بما تنطوي عليه نفس ابنة عمه، فقد كانت نفسا خالية من الشوائب الدنيوية، يجيبها عما تسأل مما عرف من قراءته وتجاربه حتى تأثرت به في حياتها الدينية فلم تسجد لصنم من الأصنام ولم تقدم إليها قربانا ولا نذرت لها نذرا.
وقد تمتعت السيدة الفاضلة خديجة بسيرة ذاتية نقية في أوساط مكة وبين أهلها وخاصة في قريش، وقد لقبت بعدة ألقاب دلت على تميزها على قريناتها بخصال حميدة لم تجتمع في واحدة منهن، وقد عبرت هذه الأسماء بصورة أو بأخرى عن مكانتها والحب الذي كانت تتمتع به في قلوب الناس.
وأول تلك الألقاب " الطاهرة " ووصفها بهذه الصفة أو فوزها بهذا اللقب لم يكن جزافا إنما كان عن جدارة واستحقاق، فلقد تزوجت في الجاهلية مرتين قبل اقترانها بسيد البشر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ومات زوجها الثاني وهي في مقتبل العمر والشباب، وكانت ترفل في ثوب العز والرفاهية، فأقبلت على التجارة تصرف فيها أوقاتها، وكثر طلابها والراغبون فيها، وقد أبت أن تتخذ من التجارة ذريعة للاتصال بالرجال.
فقد اتخذت لنفسها طريقا جادة بعيدا من الأهواء والنوازع والرغبات، فلقد كانت تجارتها كثيرة ومتنوعة ولم تكن تتصل بتجار ولم