تشترك معهم في اجتماع خاص أو عام بل كان ينوب عنها في ذلك عبيدها ومواليها وعلى رأسهم مولاها المخلص ميسرة، وكانت تلقى إليهم الأوامر لينفذوها، وكان هناك قاعة واسعة منبسطة يبلغ طولها نحو ستة عشر مترا وعرضها نحو سبعة أمتار ويعتقد أنه المكان الذي كانت تخزن فيه تجارتها وقد بقيت آثار ذلك البيت مدفونة حتى عام 1412 عندما تمت بعض الحفريات حول الحرم من ناحية المسعى.
ومن وسائل الفوز اللقب بالطاهرة أنها لم تله أبدا مع النساء اللاهيات، فالمعروف أن بيوت مكة في الجاهلية كثيرا ما يقام فيها ليالي مرح ولهو وغناء، وكانت السيدة خديجة تمر على هذه البيوت وبعضها بيوت أبناء العمومة أو الخؤولة وفيها من اللهو والسهر ما يرفه عن النفوس المثقلة بهموم العمل ومتاعب الحياة ولكن كل المغريات في هذه البيوتات لم تغر الطاهرة باللهو مهما كان بريئا مع قريناتها من بنات قريش.
وقد حفظ نساء مكة وحفظ لها التأريخ ما كان لها في نفوسهن من منزلة عظيمة وكن يذهبن إليها زائرات فينلن من كرمها وفضلها، وإذا ما خرجت إلى البيت العتيق لتطوف به خرجن معها وقد أحطن بها فلا تلغو واحدة منهن في قولها ولا تتكلم إلا بالجد من القول، وكن حريصات أن لا تسمع آذان الطاهرة منهن كلمة تنبو عنها.
ومن ألقابها التي فازت بها دون نساء قريش " سيدة نساء قريش " ولا يلقب بهذا اللقب الكبير وهذه الصفة الغالية إلا من حازت صفات