الرجال أنه رجل راجح العقل طيب القلب نقي السريرة له همة تعجز أن تقف في طريقها جبال مكة وبطحاؤها بل همة تسع العالم كله.
إنه شخص حين يعرفه من يتصل به يحس على الفور أنه رجل يعد لرسالة عظمي ولهذا كان في إحساس خديجة وشعورها إيمان قاطع بأن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) هو نبي هذه الأمة، ولكن متى سيكون ذلك وكيف يكمل الاتصال بينه وبين ربه وما هو الأمر غير العادي الذي سيكون على يديه؟!
كان الزوج يحب الخلوة فما اعترضت الزوجة وهي زوجة على مثل هذه الخلوات بل إنها هي التي كانت تعد له زاده ليستعين به على الخلوة.
الخلوة إلى النفس، زاد كل إنسان عابد متعلق بربه إنه يخلو إلى نفسه ويخلصها من كل ما يشغله من مشاغل الحياة ويجلس وحده يتفكر في آلاء الله ونعمه ويكثر من ذكره ويعمر قلبه بزاد من الخوف والرجاء، الخوف من الله تعالى القادر المقتدر، والرجاء في رحمته ورضوانه.
وكأن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يعد نفسه لتلك الرسالة العظمى التي سوف تخرج الناس من الظلمات إلى النور، ولكن الله عز وجل هو الذي كان يعده لهذا الدور العظيم، وكانت عين الله ترعاه في كل خطوة ليحمل شرف هذه الرسالة العظيمة التي كانت بانتظاره على أحسن ما يكون الحمل وأكمل ما يكون عليه البلاغ.
وكانت الزوجة الطاهرة الوفية المطيعة تعرف حجم ما يدور في فؤاد زوجها وتقدر تلك المسؤولية المنتظرة وتعرف مطالبها وتوطد نفسها لتعينه