وجاءها المخاض فكان هذا شرفا يعتز به وكان حكيم راجح العقل، له دراية ورأي، حكيم النفس، مبسوط اليد في العطاء إلى درجة لم يصل إليها إلا القليل، فقد خل دار الندوة وأصبح من رجالها وهو ابن خمسة عشر سنة، وكان لا يقبل عضوا فيها إلا من بلغ الأربعين، فقبوله بهذه السن دليل على ما كان يمتاز به حكيم من رجاحة العقل وسداد الرأي وسلامة التفكير، ولطالما غبط أبو سفيان الجاهلية حكيما على بلوغه تلك المكانة وتمنى أن يصل إلى ما وصل إليه حكيم بن حزام.
وصرف حكيم تفكيره ونشاطه إلى التجارة فكانت قوافله تجوب أنحاء الجزيرة العربية وتصل إلى الشام وبلاد فارس وغيرهما.
وقد عادت عليه بالربح الوفير والمال الكثير ولم يكن يدخر كل ما يكسب مع الوفرة وإنما ينفق على الفقراء من أهل مكة وعلى الضيفان يبتغي بذلك البركة في المال والمحبة وتأليف القلوب.
وكان محبا لعمته دائم التردد عليها في بيتها، شاركها الرأي والعمل.
أما ورقة بن نوفل ابن عم السيدة خديجة رضي الله عنها ذلك الشيخ