الكبير الذي كان له أكبر الأثر في تربية الروحية التي كانت عليها السيدة خديجة رضي الله عنها في الجاهلية قبل زواجها من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
فقد زهد في الدنيا وزهد في مباهجها وكانت حياته كلها للتأمل في الكون ولعبادة الله.
وعكف على التوراة والإنجيل يقرأ فيهما وينقل منها ويجري وراء المعرفة ليتعرف على شئ من أوصاف النبي الذي بشرت به التوراة والإنجيل وبعض الكتب الأخرى.
ولقد جالس الكثير من الرهبان والمشتغلين بالكتب المقدسة وسمع منهم أوصاف النبي المنتظر وكان يتشوق أن يدركه قبل أن يموت وبخاصة عندما علم أن هذا النبي من ذرية إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام) وكان ورقة بن نوفل بجانب بعده عن الرجس والأوثان وعبادة الأصنام والتوجه إلى الله خالق الكون والإيمان العميق بالحساب والجزاء والجنة والنار شاعرا رقيق الإحساس كبير النفس والقلب يحب الناس ويألفهم وكانوا يحبونه ويألفونه، فإذا مر بمجلس من مجالس القوم رحبوا به وتمنوا لو يقضي معهم وقتا طويلا إلا أنه كثيرا ما كان يؤثر الوحدة والتعبد.
ولقد تأثرت السيدة خديجة بهذين الرجلين، فكان حكيم بن حزام ابن أخيها مثلها الأعلى في التجارة والغنى ورجاحة الرأي، وكان ورقة مثلها في التحنث والتأمل وقد أمنت إيمانا عميقا بما يقول وكثيرا ما مرت خواطر بنفسها الكريمة وعقلها الراجح وتفكيرها الهادف وكثيرا ما تساءلت عن الله