أخرجا إلى عمي ليزوجني من محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد قلت له في ذلك، فدخلا على عمها وخطب أبو طالب الخطبة المعروفة وعقد النكاح، فلما قام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ليذهب مع أبي طالب قالت خديجة: إلى بيتك فبيتي بيتك وأنا جاريتك (1).
أقول: كيف رأت الملائكة وكيف علمت أن له شأنا عظيما؟ فإن كان الله تعالى كشف لها هذه الرؤية كما في بعض الأخبار فهذا يدل على علو منزلتها، وإن كانت هي عالمة بهذه الأمور وباجتهادها كما في بعض الأخبار أيضا فهذا أيضا يدل على عظمتها وعلمها وعلى كل حال فهذه الرواية تدل على علو مقامها ومنزلتها صلوات الله وسلامه عليها.
وعن البيهقي: وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة مع ما أراد الله تعالى بها من كرامته، فلما أخبرها ميسرة عما أخبرها به بعثت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت له فيما يزعمون: يا بن عم إني قد رغبت فيك لقرابتك مني وشرفك في قومك ووسيطتك فيهم وأمانتك عندهم وحسن خلقك وصدق حديثك ثم عرضت عليه نفسها وكانت خديجة يومئذ أوسط قريش نسبا وأعظمهم شرفا وأكثرهم مالا وكل قومها قد كان حريصا على ذلك منها لو يقدر على ذلك (2).