والنظر فيها في محله.
وأما القول بأنه غير متعبد فهذا فيه إشكال ذكره المحقق القمي في القوانين من أنه يستلزم النقص فيه (صلى الله عليه وآله وسلم) وكونه مثل آحاد الناس، فراجع (1). مضافا لما ورد في بعض الأخبار وقد تقدمت الإشارة إليها في أول الكتاب من أنه كان يطوف بالبيت ويحج وغير ذلك من الأمور العبادية فهذه الأخبار تكون دليلا على أنه كان متعبدا، وما ذكره السيد المرتضى من أن هذه العبادات كالحج وغيره لم تكن قبل البعثة غير تام لما في الخبر من أنه قبل البعثة وخبر حراء (قوله (عليه السلام) ويتذكر بتلك الآيات ويعبد الله حق عبادته).. (2) وقال المسعودي: وكان يصلي معه قبل أن تظهر نبوته بسنتين. (3) وهذا التعبد ليس لشريعة من الشرائع والذي يختلج ببالي إن هذا البحث عند الأصحاب بطوله مما لا ينبغي وذلك لأن الرسول والمعصومين الاثني عشر افترقوا عن الأنبياء والأوصياء والناس جميعا فإنهم (عليهم السلام) لهم وظائف خاصة غير هذه الوظائف وكانوا مؤيدين بروح القدس من أول نشأتهم إلى الآخر فكل شئ يصدر منه (عليه السلام) من الله تعالى، فهذه الأمور الصادرة منه (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل البعثة كلها من إلهام وإخبار الله تعالى وهذا المدعى عليه أدلة لفظية كثيرة