علمتم أن الرجل لنبي مرسل ولئن لاعنتموه أنه لاستئصلكم وما لاعن قوم نبيا قط فبقي كبيرهم ولا نبت صغيرهم فإن أنتم لم تتبعوه وأبيتم إلا ألف دينكم فوادعوه وارجعوا إلى بلادكم، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج بنفر من أهله فجاء عبد المسيح بابنه وابن أخيه وجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أنا دعوت فأمنوا أنتم، قالوا: فأبوا (يعني النصارى) أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية (1).
حديث جابر بن عبد الله 1 - الحسكاني: أخبرنا الحاكم الوالد، عن أبي حفص ابن شاهين، قال:
أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، أخبرنا يحيى بن حاتم العسكري، أخبرنا بشر بن مهران، عن محمد بن دينار، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله قال:
قدم وفد أهل نجران على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وفيهم العاقب والسيد، فدعاهما إلى الإسلام، فقالا: أسلمنا قبلك. قال: كذبتما، إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام.
فقالا: هات أنبئنا. قال: حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير، فدعاهما إلى الملاعنة، فوعداه أن يغاديانه بالغداة، فغدا رسول الله واخد بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيئا، وأقرا له بالخراج، فقال النبي:
والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما نارا. قال جابر: فنزلت هذه الآية:
{ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم}.