يا أبا القاسم، نعطيك ألف سيف وألف حجفة (1) وألف دينار كل عام على أن الدرع والسيف والحجفة عندك إعارة حتى نأتي من ورائنا من قومنا فنعلمهم بالذي رأينا وشاهدناه، فيكون الأمر على ملأ منهم، فإما الإسلام وإما الجزية وإما المقاطعة في كل عام.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قد قبلت ذلك منكم، أما والذي بعثني بالكرامة لو باهلتموني بمن تحت الكساء لأضرم الله عز وجل عليكم الوادي نارا تأجج تأججا حتى يساقها إلى من وراءكم في أسرع من طرفة عين فأحرقتهم. فهبط جبرئيل الروح الأمين (عليه السلام) فقال: يا محمد، الله يقرءك السلام ويقول لك: وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لو باهلت بمن تحت الكساء أهل السماوات والأرض تساقطت السماء كسفا متهافتة ولتقطعت الأرضون برا سائخة فلم يستقر عليها بعد ذلك، فرفع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يده حتى رؤي بياض إبطيه ثم قال: وعلى من ظلمكم حقكم وبخس الأجر الذي افترضه فيكم عليهم بهلة الله تتابع إلى يوم القيامة (2).
أقول: أخرج رواة الأحاديث من العامة والخاصة هذه الرواية بمضامين مختلفة في الألفاظ والإسناد والرواة والتفصيل والإجمال وإنها متفقة في المعنى وحيث إن نقل تمامها يوجب التطويل الممل ننوه إلى كثير منهم وإلى ذكر كتبهم تسهيلا للأمر وفتحا للطريق لمطالبها:
فمنهم مسلم في صحيحه (3) والبيضاوي (4) والآلوسي (5) والترمذي (6)