هرجا ومرجا، وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض، فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يرحم كبيرا، فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا ويقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت [به] في أول الزمان ويملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا.
يا فاطمة، لا تحزني ولا تبكي فإن الله عز وجل أرحم بك وارأف عليك مني وذلك لمكانك وموقعك من قلبي وقد زوجك الله زوجك وهو أعظمهم حسبا وأكرمهم منصبا وأرحمهم بالرعية وأعدلهم بالسوية وأبصرهم بالقضية.
وقد سئلت ربي عز وجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي، قال علي (عليه السلام): لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم تبق فاطمة (عليها السلام) بعده إلا خمسة وسبعين يوما ألحقها الله به (1).
(150) الحسن والحسين (عليهما السلام) - يوم رحلة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الطبراني: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، نا عبد المنعم بن إدريس بن سنان، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس في حديث طويل: فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم خطب خطبة وجلت منها القلوب... ثم قال:
يا معاشر المسلمين أنا أنشدكم بالله وبحقي عليكم من كانت له قبلي مظلمة، فليقم فليقتص مني، فلم يقم إليه أحد فناشدهم الثانية... فناشدهم الثالثة... فقام من بين المسلمين شيخ كبير يقال له: عكاشة فتخطأ المسلمين حتى وقف بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: فداك أبي وأمي لولا أنك ناشدتنا مرة بعد أخرى ما كنت بالذي أتقدم على شئ من هذا، كنت معك في غزاة، فلما فتح الله عز وجل علينا ونصر