فهذه الصفات الخسيسة في النبي وأبويه تكون حسنة، لوقوعها من الله تعالى، فأي مانع حينئذ من البعثة باعتبارها؟!
فكيف يمكن للأشاعرة منع كفر النبي عليه السلام وهو من الله، وكل ما يفعله تعالى فهو حسن! وكذا أنواع المعاصي! وكيف يمكنهم مع هذا المذهب التنزيه للأنبياء عليهما السلام؟! نعوذ بالله من مذهب يؤدي إلى تحسين الكفر وتقبيح الإيمان، وجواز بعثة من اجتمعت فيه كل الرذائل والسقطات. وقد عرفت من هذا أن الأشاعرة في هذا الباب، قد أنكروا الضروريات!). انتهى.
أقول: لو أخذنا البخاري مثالا لوجدناه يطعن في عصمة الأنبياء عليهم السلام! وقد استوفينا ذلك في المجلد الخامس من كتاب العقائد الإسلامية:
فقد نسب البخاري إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام في: 4 / 112 و 113، وكرر ذلك في: 6 / 121، أنه كذب ثلاث كذبات، اثنتان لله، وواحدة لغير الله! قال: (لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات، ثنتين منهن في ذات الله عز وجل، قوله: إني سقيم، وقوله: بل فعله كبيرهم هذا! وقال بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة فقيل له إن ههنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه فسأله عنها فقال من هذه؟ قال: أختي)!
وزعم في: 5 / 226: أن إبراهيم عليه السلام يستحي من ربه يوم القيامة أن يشفع للناس بسبب كذباته الثلاث! وكرر ذلك في: 5 / 225 و: 7 / 203 و: 8 / 172 و 183، و 192، و 201!!
ونسب البخاري إلى نبي الله موسى عليه السلام غضوب بطاش!
روى في: 2 / 92، ما يقوله اليهود حرفيا في نبي الله موسى عليه السلام ووضعه على لسان نبينا صلى الله عليه وآله، مثل أن موسى عليه السلام كان قوي الشخصية والبدن وقد غضب على ملك الموت ولطمه ففقأ عينه وأرسله إلى السماء أعور باكيا شاكيا! فعالجه الله تعالى