ما يشاء محيطا بكل الأشياء، ثم كون ما أراد بلا فكرة حادثة له أصاب، ولا شبهة دخلت عليه فيما أراد، وإنه عز وجل خلق نورا ابتدعه من غير شئ، ثم خلق منه ظلمة، وكان قديرا أن يخلق الظلمة لامن شئ كما خلق النور من غير شئ، ثم خلق من الظلمة نورا وخلق من النور ياقوتة غلظها كغلظ سبع سماوات وسبع أرضين، ثم زجر الياقوتة فماعت لهيبته فصارت ماء مرتعدا، ولا يزال مرتعدا إلى يوم القيامة.
ثم خلق عرشه من نوره وجعله على الماء، وللعرش عشرة آلاف لسان يسبح الله كل لسان منها بعشرة آلاف لغة ليس فيها لغة تشبه الأخرى، وكان العرش على الماء من دونه حجب الضباب وذلك قوله: وكان عرشه على الماء ليبلوكم.
يا كعب ويحك! إن من كانت البحار تفلته على قولك، كان أعظم من أن تحويه صخرة بيت المقدس أو يحويه الهواء الذي أشرت إليه أنه حل فيه)! انتهى.
وخطابه عليه السلام لكعب شديد يدل على أنه عليه السلام لم يقبل إسلامه بل يعامله على أنه حاخام يهودي فيقول له: (غلط أصحابك وحرفوا كتاب الله وفتحوا الفرية عليه)!!
من جهة أخرى، كان أهل البيت عليهم السلام معارضة، واليهود لا يغضبون السلطة ويتقربون إلى معارضة مضطهدة، بل يتقربون إلى خليفة ينعمون بامتيازاته، وقد كانوا يحقدون على أهل البيت عليهم السلام ويؤججون عداء السلطة لهم.
ولهذه الأسباب مجتمعة، وهي: استغناء الأئمة عليهم السلام عن علم اليهود، وموقفهم ضدهم، وتقرب اليهود من السلطة وابتعادهم عن المعارضة، خلت مصادر الشيعة من الإسرائيليات، إلا ما تسرب إليها من الرواة السنيين، خاصة الذين استبصروا وبقيت فيهم رواسب، أو روايات رووها عن السنيين!
* *