ليخفي الاسم الذي لا خفاء له.
بل كان الشعبي (104) شيخ المحدثين بالعراق يقول: ماذا لقينا من آل علي إذا أحببناهم قتلنا وإذا أبغضناهم دخلنا النار.
وكان طبيعيا في دولة هرقلية أن يكون همها الملك لا الدين، تعاقب من تتوهم خطره عليها وتترك من تزندق، أن تزداد الاستهانة بالدين في مقابل السلام الذي تنشده الدولة، والبلهنية التي يؤثرها دعاة الدعة. بدأ ذلك من عهد معاوية وسيستمر استمرار فساد الدولة وستستبقيه لتصرف الناس عن الاهتمام بأهل بيت النبي، أو توقع بهم لفرطات تفرط من أحدهم، أو تعزى كذبا إليهم، منتهزة للفرص حينا، أو مفتعلة لها في أغلب الأحيان.
كانت الأوامر تصدر من بغداد إلى أرجاء الإمبراطورية التي تدين لبني العباس ومنها مصر أن لا يقبل علوي ضيعة ولا يسافر من الفسطاط إلى طرف من أطرافها وأن يمنعوا من اتخاذ العبيد إلا العبد الواحد (والرقيق يومذاك قوة العمل) وإن كانت بين العلوي وبين أحد خصومة فلا يقبل قول العلوي ويقبل قول خصمه بدون بينة.
وكانوا يسفرون من الأطراف إلى العاصمة ليكونوا تحت الرقابة بل أمر الرشيد أن يضمن العلويون بعضهم بعضا، وكانوا يعرضون على السلطان كل يوم، فمن غاب عوقب، وكأن أهل بيت النبي جالية من العدو أو شرذمة من المشبوهين.
ولقد كان يكفي للحيطة أقل القليل من حاكم يريد أن يطمئن، وإنما كان ذلك الكيد سياسة إبادة مستمرة، يشترك في تنفيذها الخلفاء، والأشياع الظلمة، تدفع الثائرين إلى أن يثوروا، فيؤخذوا بثوراتهم، أو يؤخذ غيرهم بجرائر تنسب إليهم، أما سياسة أهل البيت فواضحة من شعار أبناء علي في كلمة مسلم بن عقيل " إنا أهل بيت نكره الغدر ". قالها عندما عرض عليه البعض قتل عبيد الله بن زياد في إحدى زياراته.
فنجا ابن زياد بهذا الشعار ليقتل مسلما فيما بعد. أما شعار حاشية معاوية فكان " إن لله جنودا من عسل " يقصدون دس السم إلى أعدائهم فيه.