هذه المشكلة. ويمكننا ان نستخلص دليلين لها على هذه النقطة من عدة نصوص متفرقة ومشوشة أحدهما، دليل فلسفي، والآخر، دليل بيولوجي علمي.
أما الدليل الفلسفي فيلخصه النص التالي:
((ان الفكر يستطيع ان يعرف الطبيعة معرفة تامة، ذلك لأنه يؤلف جزءا منها، ذلك لأنه نتاجها والتعبير الاعلى عنها.
ان الفكر هو الطبيعة تعي ذاتها في ضمير الانسان. يقول لينين: ((ان الكون هو حركة للمادة تخضع لقوانين ولما لم تكن معرفتنا الا نتاجا أعلى للطبيعة لا يسعها الا ان تعكس هذه القوانين)). ولقد كان أنجلز يبين في كتابه (آنتي دوهرنغ): ان المادية الفلسفية هي وحدها التي تستطيع تأسيس قيمة المعرفة على دعائم متينة. حين يؤخذ الوعي والفكر على انهما شيئان معطيان، كانا في زمان يتعارضان مع الطبيعة ومع الكائن عندئذ يؤدي ذلك بنا حتما إلى ان نجد - رائعا - جدا - كون وعينا للطبيعة وتفكير الكائن وقوانين الفكر متطابقة إلى أبعد حد. ولكن إذا تساءلنا ما هو الفكر؟ وما هو الوعي؟ ومن أين يأتيان؟ وجدنا ان الانسان هو نفسه نتاج للطبيعة، نما في بيئة ومع نمو هذه البيئة، وعندئذ يصبح في غنى عن البيان: كيف ان منتوجات الذهن البشري التي هي أيضا عند آخر تحليل منتوجات الطبيعة ليست في تناقض وانما في توافق مع سائر الطبيعة المتراصة)) (1) ان الفكر في المفهوم الماركسي جزء من الطبيعة أو نتاج أعلى لها. ولنفترض ان هذا صحيح - وليس هو بصحيح - فهل يكفي ذلك لأجل أن نبرهن على امكان معرفة الطيبعة بصورة كاملة؟!