قاموا بفتوحاتهم الكبرى في حقل الفيزياء لم يكن شكا علميا ولا مرتكزا على برهان علمي، وانما هو شك قائم على خطأ فلسفي أو أزمة نفسية.
ولكننا نجد في حقول أخرى نظريات علمية تؤدي حتما إلى الشك والقول بانكار قيمة المعرفة البشرية، بالرغم من ان بعض أصحابها لم يفكروا في الوصول إلى هذه النتيجة بل ظلوا مؤمنين بقيمة المعرفة وموضوعيتها، ولأجل ذلك أطلقنا اسم الشك العلمي على الشك الناتج عن تلك النظريات لأنها علمية أو ذات مظهر علمي على أقل تقدير.
ومن أهم تلك النظريات:
1 - السلوكية التي تفسر علم النفس على أساس علم الفزلجة.
2 - مذهب التحليل النفسي عند فرويد.
3 - المادية التاريخية التي تحدد آراء الماركسية في علم التاريخ.
أما السلوكية فهي احدى المدارس الشهيرة في علم النفس التي تعبر عن الاتجاه المادي فيه، وأطلق عليها اسم السلوكية لأنها اتخذت من سلوك الكائن الحي وحركاته الجسمية التي يمكن إخضاعها للحس العلمي والتجربة موضوعا لعلم النفس. ورفضت الاعتراف بما وراء ذلك من موضوعات غير تجريبية كالعقل والشعور، وحاولت ان تفسر سيكولوجية الانسان وحياته النفسية والشعورية كلها بدون ان تفترض له عقلا وما اليه من المعاني الغيبية لان الباحث النفسي لا يجد ولا يحس علميا حين اجراء تجاربه على الآخرين بعقولهم وانما يحس بسلوكهم وحركاتهم ونشاطهم الفيزيولوجي، فيجب لكي يكون البحث علميا، ان تفسر كل الظواهر السيكولوجية ضمن النطاق المحسوس وذلك بالنظر إلى الانسان بوصفه آله يمكن تفسير كل ظواهرها وحركاتها على الطريقة الميكانيكية وفي ضوء مبدأ العلية بالمنبهات الخارجية التي ترد على الآلة فتؤثر فيها. فلا يوجد لدينا ونحن ندرس الظواهر النفسية من وجهة رأي السلوكية عقل أو شعورا أو ادراكا، وانما نحن امام حركات ونشاطات مادية فيزيولوجية توجد بأسباب مادية باطنية أو خارجية. فحين نقول، مثلا ان أستاذ التاريخ يفكر في اعداد محاضرة عن تاريخ الملكية