نفس الرحمن في فضائل سلمان - ميرزا حسين النوري الطبرسي - الصفحة ٨٣
أن يرزقهم من الثمرات قطعة، وأقبلت حتى طافت بالبيت سبعا ثم أقرها الله في موضعها فسميت الطائف (1)، وفيه قرية ناصرة، مسكن الروح عيسى عليه السلام ومنها اشتق اسم النصارى - كما في علل الشرايع، وعن العياشي - (2)، وعن الأخير: (إنها هي القرية التي استطعم موسى وخضر أهلها، فأبوا، ووجدا فيها جدارا يريد أن ينقض (2))، وكان تحته كنز ليتيمين وهو لوح من ذهب، فيه مكتوب: (أنا الله لا إله إلا أنا ومحمد نبيي، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، وعجبت لمن اختبر الدنيا كيف يطمئن إليها، وعجبت لمن أيقن الحساب كيف يذنب!) (3)، فأقامه الخضر عليه السلام، وفي قرب طبرية قبر لقمان وقريب منها بحيرة تسمى باسمها، وفي غيبة النعماني (4) عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
((كانت) عصا موسى قضيب آس (5) من غرس الجنة أتاه بها جبرئيل (عليه السلام) لما توجه تلقاء مدين، وهي وتابوت آدم في بحيرة طبرية، ولن يبليا ولن يتغيرا حتى يخرجهما القائم عليه السلام إذا قام). (6) الثالثة: الغوطة، وقصبتها دمشق مقر خلافة بني أمية لعنهم الله، وفي تأريخ خراب 83: قتل أهله كله الأمير تيمور السلطان، بينه وبين البيت المقدس

(١) راجع البحار ١٢: ١٠٩.
(٢) علل الشرايع ١: ٨١، تفسير العياشي ٢: ٣٣٣.
(٣) عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٤٢، وفيه: (وجد لوح تحت حائط مدينة من المدائن فيه مكتوب - الخ).
(٤) أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني، كان من كبار محدثي الإمامية في أوائل القرن الرابع ويعرف بابن أبي زينب، كان مؤلفا جيد النظر، حين الاستنباط، وافر السهم في معرفة الرجال وأحاديثهم، قرأ على الكليني وأخذ عنه معظم علمه وصار كاتبا له وحاز عنده المزية العظمى والمحل الرفيع الأسمى، هو أحد الأعلام الذين سافروا في طلب العلم والأخذ عن المشايخ فتى وكهلا وعكفوا على سماعه ليلا ونهارا، قدم بغداد، وخرج إلى الشام ومات بها، والظاهر أنه توفي بعد سنة ٣٤٢. له تآليف قيمة كالغيبة والفرائض والتفسير.
(5) القضيب: الغصن المقطوع، أس: جنس نباتات ورقها دائم الخضرة، يقال له بالفارسية:
(درخت مورد).
(6) غيبة النعماني، 238.
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست