الأنبياء وأخذ ميثاقهم لتؤمنن به ولتنصرنه، ثم قال:
﴿أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين﴾ (١)، وقال:
﴿يجدونه مكتوبا عندهم في التورية والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون﴾ (٢)، فما مضى حتى أتم الله عز وجل مقامه وأعطاه وسيلته ورفع له درجته فلن يذكر الله عز وجل إلا كان معه مقرونا، وفرض دينه ووصل طاعته بطاعته فقال:
﴿ومن يطع الرسول فقد أطاع الله﴾ (٣)، وقال:
﴿ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا﴾ (4)،، فأبلغ عن الله عز وجل رسالته وأوضح برهان ولايته وأحكم آياته وشرع شرايعه وأحكامه ودلهم على سبيل نجاتهم وباب هدايته وحكمته، وكذلك بشر به النبيون قبله وبشر به عيسى روح الله وكلمته إذ يقول في الإنجيل: أحمد العربي الأمي صاحب الجمل الأحمر والقضيب، وأقام لأمته وصيه فيهم وعيبة علمه وموضع سره ومحكم آيات كتابه وتاليه حق تلاوته وباب حطته ووارث كتابه وخلفه مع كتاب الله فيهم وأخذ فيهم الحجة، فقال صلى الله عليه وآله: قد خلفت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا أبدا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وهما الثقلان، كتاب الله الثقل الأكبر حبل ممدود من السماء إلى الأرض، سبب بأيديكم وسبب بيد الله عز وجل، وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فلا تتقدموهم فتمرقوا ولا تأخذوا عن غيرهم فتعطبوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، وأنا وصيه والقائم بتأويل كتابه والعارف بحلاله وحرامه وبمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وأمثاله وعبره وتصاريفه، وعندي علم ما تحتاج إليه أمته من بعده