محمد صلى الله عليه وآله، فأجابوه بجوابات من حججهم على أن محمدا صلى الله عليه وآله رسول الله، فسأل أهل مدينته أن يوجههم إلى المدينة لمناظرتهم والاحتجاج عليهم، فأمر الجاثليق (1) أن يختار من أصحابه وأساقفته، فاختار منهم مأة رجل، فخرجوا يقدمهم جاثليق لهم قد أقرت العلماء له جميعا بالفضل والعلم متبحرا في علمه، يخرج الكلام من تأويله ويرد كل فرع إلى أصله ليس بالخرق (2) ولا بالترق (3) ولا بالبليد ولا الرعديد (4) ولا النكل (5) ولا الفشل، ينصت لمن يتكلم ويجيب إذا سئل ويصبر إذا منع، فقدم المدينة بمن معه من أخيار قومه وأصحابه حتى نزل القوم عن رواحلهم، فسئل أهل المدينة عمن أوصى إليه محمد صلى الله عليه وآله ومن قام مقامه، فدلوه على أبي بكر، فأتوا مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله، فدخلوا على أبي بكر وهو في حشدة من قريش، منهم عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد وعثمان بن عفان، وأنا في القوم، فوقفوا عليه فقال زعيم القوم: السلام عليكم، فردوا السلام عليه، فقال: أرشدونا إلى القائم مقام نبيكم، فإنا قوم من الروم على دين المسيح عيسى بن مريم قدمنا لما بلغنا وفاة نبيكم واختلافكم لنسئل عن صحة نبوته ونسترشد لديننا ونتعرض (6) دينكم، فإن كان أفضل من ديننا دخلنا فيه وسلمنا وقبلنا الرشد منكم طوعا وأجبناكم إلى دعوة نبيكم وإن يكن على خلاف ما جاءت به الرسل وجاء به عيسى عليه السلام رجعنا إلى دين المسيح، فإن عنده من عهد ربنا في أنبيائه ورسله دلالة ونورا واضحا، فأيكم صاحب الأمر بعد نبيكم؟
فقال عمر بن الخطاب: هذا صاحبنا وولي الأمر بعد نبينا، قال