بالتقدير الذي لزمه والتصوير والتغيير من حال إلى حال، والزيادة التي لم ينفك منها النقصان، ولم أنف عنه النبوة ولا أخرجه من العصمة والكمال والتأييد، وقد جائنا عن الله تعالى: إنه ﴿كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون﴾ (1).
فقال الجاثليق: هذا ما لا يطعن ألان، غير أن الحجاج مما يشترك فيه الحجة على الخلق والمحجوج عنهم، فبم ينسب (2) إليها العالم من الرعية الناقصة عندي؟ قال: بما أخبرتك به، من علمي بما كان وما يكون، قال الجاثليق: فهلم شيئا من ذكر ذلك أتحقق به دعواك، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: خرجت أيها النصراني من مستقرك مستقرا لمن قصدت بسؤالك له مضمرا خلاف ما أظهرت من الطلب والاسترشاد، فأريت في منامك مقامي وحدثت فيه بكلامي وحذرت فيه من خلافي وأمرت فيه باتباعي، قال:
صدقت، والله الذي بعث المسيح وما اطلع على ما أخبرتني به إلا الله تعالى وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك وصي رسول الله وأحق الناس بمقامه، وأسلم الذين كانوا معه كإسلامه، وقالوا: نرجع إلى صاحبنا فنخبره بما وجدنا عليه هذا الأمر وندعوه إلى الحق، فقال له عمر:
الحمد الله الذي هداك أيها الرجل إلى الحق وهدي من معك إليه، غير أنه يجب أن تعلم أن علم النبوة في أهل بيت صاحبها والأمر (من) بعده لمن خاطبت أولا برضاء الأمة واصطلاحها عليه، وتخبر صاحبك بذلك وتدعوه إلى طاعة الخليفة، فقال: عرفت ما قلت أيها الرجل وأنا على يقين من أمري فيما أسررت وأعلنت، وانصرف الناس وتقدم عمر أن لا يذكر ذلك المقام (من) بعد وتوعد علي من ذكره بالعقاب وقال: أم والله لولا أنني أخاف أن يقول الناس قتل مسلما لقتلت هذا الشيخ ومن معه، فإنني أظن أنهم شياطين أرادوا الافساد على هذه الأمة وإيقاع الفرقة بينها، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا سلمان! أما