المغرب والأخرى بالمشرق؟ فقال عليه السلام: هذا الملك الذي وكله الله عز وجل بالليل والنهار، لا يزول إلى يوم القيامة وإن الله عز وجل جعل أمر الدنيا إلي وإن أعمال الخلق تعرض في كل يوم علي ثم ترفع إلى الله، ثم سرنا حتى وقفنا على سد يأجوج ومأجوج، فقال أمير المؤمنين عليه السلام للريح:
اهبطي بنا مما يلي هذا الجبل، وأشار بيده إلى جبل شامخ في العلو، وهو جبل الخضر، فنظر إلى السد إذا ارتفاعه مد البصر وهو أسود كقطعة ليل (داج)، وتخرج من أرجائها الدخان، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا أبا محمد!
أنا صاحب هذا الأمر على هؤلاء العبيد، قال سلمان: فرأيت أصنافا ثلاثة، طول أحدهم مأة وعشرون ذراعا، والثاني طول كل واحد سبعون ذراعا، والثالث يفرش أحد أذنيه تحته والآخر يلتحف به.
ثم إن أمير المؤمنين أمر الريح فسارت بنا إلى جبل قاف، فانتهينا إليه وإذا هو من زمردة خضراء، عليها ملك على صورة النسر، فلما نظر إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال الملك: السلام عليك يا وصي رسول الله وخليفته، أتأذن لي في الكلام؟ فرد عليه السلام وقال له: إن شئت تكلم وإن شئت أخبرتك عما تسئلني عنه، فقال الملك: بل تقول أنت يا أمير المؤمنين، قال:
تريد أن آذن لك أن تزور الخضر؟ قال: نعم، فقال عليه السلام: أذنت لك فأسرع الملك بعد أن قال: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم تمشينا على الجبل هنية، فإذا بالملك قد عاد إلى مكانه بعد زيارة الخضر عليه السلام، فقال سلمان:
يا أمير المؤمنين! رأيت الملك ما زار الخضر إلا حين أخذ أذنك، فقال عليه السلام:
والذي رفع السماء بغير عمد لو أن أحدهم رام أن يزول من مكانه بقدر نفس واحد لما زال حتى آذن له وكذلك يصير حال ولدي الحسن وبعده الحسين وتسعة من ولد الحسين، تاسعهم قائمهم، فقلنا: ما اسم الملك الموكل بقاف؟
فقال عليه السلام: ترحابيل، فقلنا: يا أمير المؤمنين! كسف تأتي كل ليلة إلى هذا الموضع وتعود؟ فقال عليه السلام: كما أتيت بكم، والذي فلق الحبة وبرئ النسمة إني لأملك من ملكوت السماوات والأرض ما لو علتم ببعضه لما احتمله جنانكم، إن اسم الله الأعظم على اثنين وسبعين حرفا، وكان عند