ربى الحسن (عليه السلام) - فقال له: يا عقيد أغل لي ماءا بمصطكى (1). فأغلى له، ثم جاءت [به] (2) صقيل الجارية (3) فلما صار القدح في يده وهم بشربه، جعلت يداه ترتعد (4) حتى ضرب القدح ثناياه، فتركه من يده وقال لعقيد: ادخل البيت فإنك ترى صبيا ساجدا فأتني به.
قال أبو سهل: قال عقيد: فدخلت البيت فإذا أنا بصبي ساجد رافعا سبابته (5) نحو السماء، فسلمت عليه فأوجز في صلاته، فقلت: إن سيدي يأمرك بالخروج إليه، فجاءت صقيل فأخرجته إلى أبيه الحسن (عليه السلام).
قال أبو سهل: فلما مثل (6) بين يديه سلم عليه، فإذا هودري اللون، في شعر رأسه قطط (7)، مفلج الأسنان (8).
فلما رآه الحسن (عليه السلام) بكى وقال: يا سيد أهل زمانه! اسقني الماء فإني ذاهب إلى ربي.
فأخذ الصبي القدح المغلي والمصطكي (9) بيده (10) ثم حرك شفتيه ثم سقاه. فلما