كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. قال الأضبط بن قريع السعدي:
لكل هم من الهموم سعه * والمسى والصبح لا فلاح معه أكرمن الضعيف علك أن تر * كع يوما والدهر قد رفعه وصل وصال البعيد إن وصل الحب * ل، وأقص القريب إن قطعه واقبل من الدهر ما أتاك به * من قر عينا بعيشه نفعه قد يجمع المال غير آكله * ويأكل المال غير من جمعه ما بال من غيه مصيبك لا تم * لك شيئا من أمر وزعه حتى إذا ما انجلت عمايته * أقبل يلحى وغيه فجعه أذود عن نفسه، ويخدعني * يا قوم، من عاذري من الخدعه كتبت القطعة بتمامها لجودتها. ويروى: لا تهين الفقير أي لا تهينن، فحذفت النون الخفيفة لما استقبلها ساكن. وقال بعضهم: الخدعة في هذا البيت اسم للدهر، لتلونه. ويقال: دهر خادع وخدعة، وهو مجاز.
والخيدع، كحيدر: من لا يوثق بمودته.
والغول الخيدع، أي الخداعة، وهو من ذلك. والطريق الخيدع: الجائر (1) عن وجهه المخالف للقصد، لا يفطن له، كالخادع، وهو مجاز. ويقال: غرهم الخيدع، أي السراب. ومنه أخذ الغول، وهو مجاز، ويكون معنى الغول من مجاز المجاز، وأخذ السراب من الخيدع، بمعنى من لا يوثق بمودته.
والخيدع: الذئب المحتال، نقله الزمخشري والصاغاني، وهو مجاز.
وضب خدع، ككتف: مراوغ، كما في الصحاح، وزاد الزمخشري: وخادع، وهو مجاز.
وفي المثل: أخدع من الضب كما في الصحاح. قال ابن الأعرابي: يقال ذلك إذا كان لا يقدر عليه من الخدع. وفي العباب: وقال الفارسي: قال أبو زيد: وقالوا: إنك لأخدع (2) من ضب حرشته. ومعنى الحرش أن يمسح الرجل على فم جحر الضب يتسمع الصوت، فربما أقبل وهو يرى أن ذلك حية، وربما أروح ريح الإنسان، فخدع في جحره ولم يخرج، وأنشد الفارسي:
ومحترش ضب العداوة منهم * بحلو الخلا، خرش الضباب الخوادع حلو الخلا: حلو الكلام. وفي العباب: خداع الضب أن المحترش إذا مسح رأس جحره ليظن أنه حية، فإن كان الضب مجربا أخرج ذنبه إلى نصف الجحر، فإن أحس بحية ضربها فقطعها نصفين، وإن كان محترشا لم يمكنه الأخذ بذنبه فنجا، ولا يجترئ المحترش أن يدخل يده في جحره، لأنه لا يخلو من عقرب، فهو يخاف لدغها، وبين الضب والعقرب ألفة شديدة، وهو يستعين بها على المحترش، قال:
وأخدع من ضب إذا جاء حارش * أعد له عند الذنابة عقربا وقيل: خداعه: تواريه، وطول إقامته في جحره، وقلة ظهوره، وشدة حذره.
والأخدع: عرق في موضع المحجمتين، وهو شعبة من الوريد وهما أخدعان، كما في الصحاح، وهما عرقان خفيان في موضع الحجامة من العنق، وقال اللحياني: هما عرقان في الرقبة، وقيل: هما الودجان. وفي الحديث أنه احتجم على الأخدعين والكاهل. قال الجوهري: وربما وقعت الشرطة على أحدهما فينزف صاحبه، أي لأنه شعبة من الوريد ج: أخادع قال الفرزدق:
وكنا إذا الجبار صعر خده * ضربناه حتى تستقيم الأخادع والمخدوع: من قطع أخدعه، وقد خدعه يخدعه خدعا. وفي الحديث: تكون بين يدي الدجال سنون خداعة. قال الجوهري، أي قليلة الزكاء والريع، من خدع المطر، إذا قل. وخدع الريق، إذا يبس (3)، فهو من مجاز