يمنعونه من الضيم والتعدي عليه، لا متعلق بمنع، كماتوهم، وهكذا روي الحديث بالوجهين: " سيعوذ بهذا الدين (1) قوم ليس لهم منعة ". وأما على تقدير السكون، فالمراد به أي: قوة تمنع من يريده بسوء.
قلت: ويحتمل على تقدير التحريك أن يكون مصدرا، كالأنفة والعظمة والعبدة، كما صرح به الزمخشري: فيكون معناه ومعنى المنعة بالسكون سواء.
وقال ابن الأعرابي: المنع بالفتح: السرطان، ج: منوع كبدر وبدور.
والمنعي: أكال السرطانات، ولو قال: أكالها، كان أخصر.
والمنعى، كسكرى: الامتناع.
ومناع، كقطام، أي: امنع، معدول عنه، وأنشد سيبويه لرجل من بكر بن وائل، وقال أبو عبيدة في كتاب أيام العرب: إنه لرجل من بني تميم:
* مناعها من إبل مناعها (2) * * أما ترى الموت لدى أرباعها * كما في العباب، وزعم الكسائي أن بني أسد يفتحون مناعها ودراكها، وما كان من هذا الجنس، والكسر أعرف، كما في اللسان.
ومناع (3) أيضا: هضبة في جبلي طييء قال ابن دريد: قال النبي: صلى الله عليه وسلم لزيد الخيل إذ جاءه يسلم: أنا خير لكم من مناع، ومن الحجر الأسود الذي تعبدونه من دون الله يعني صنما من حجر أسود، ويقال: المناعان، وهما جبلان.
والمناعة: د، لهذيل، أو جبل لهم، قال ساعدة بن جؤية الهذلي:
أرى الدهر لا يبقى على حدثانه * أبود بأطراف المناعة جلعد الجلعد: الغليظ.
ومن المجاز: منع الرجل، ككرم، مناعة، ومنعة محركة: صار منيعا وفي الأساس: ممنوعا (4) محميا، ورجل منيع، وحصن منيع.
ومنيع، ومانع، ومناع، الأخير كشداد: أسماء، وكذلك: منيع وأمنع، كزبير وأحمد، ومنعة بالفتح.
وأبو مناع: أبو بطن من هوارة بالصعيد الأعلى، وإليهم نسبت الشرقية، وهم أصحاب قوة ومنعة وكرم مروءة.
والامتناع: الكف عن الشيء، وهو مطاع منعه منعا.
ومن المجاز: الممتنع: الأسد القوي في جسمه، العزيز في نفسه، الذي لا يصل إليه شيء مما يكرهه، لعزته وقوته وشجاعته.
ومانعه الشيء ممانعة: رادعه على الكف.
وتمنع عنه انكف، وهو أيضا مطاوع منعه منعا، وقد تكون الممانعة بمعنى المحاماة، فيكون مجازا.
وقال الكلابي: المتمنعان، وفي بعض نسخ الصحاح: المتمنعان: البكرة والعناق يتمنعان وفي الصحاح: تمتنعان على السنة، لفتائهما، وفي الصحاح: بفتائهما ولأنهما (5) تشبعان قبل الجلة، أو هما المقاتلتان الزمان عن أنفسهما وفي بعض النسخ: على أنفسهما، كل ذلك قول الكلابي، وهو مجاز.
* ومما يستدرك عليه:
المانع: الضنين الممسك.
وقوم منعات: لا يخلص إليهم.
والاسم المنعة محركة، والمنعة بالفتح، والمنعة بالكسر، والمصدر المناعة.
وقال ابن الأعرابي: رجل منوع: يمنع غيره، ومنع: يمنع نفسه، قال عمرو بن معد يكرب:
براني حب من لا أستطيع * ومن هو للذي أهوى منوع